كريمات تبييض البشرة

البشرة الفاتحة أصبحت الشغل الشاغل لمعظم النساء في المجتمعات الشرقية و أصبحت السيدات يستخدمن أنواع كثيرة من كريمات التفتيح دون مراعاة للآثار الجانبية لهذه الكريمات أما عن جهل أو لانبهارهن بالنتائج السريعة لهذه الكريمات.

وتكمن خطورة هذه الكريمات وبالتحديد التي تباع وتوصف في محلات العطارة و المشاغل ولدي الكوافيرات بأنها غير خاضعة للمواصفات العالمية لمنظمة الأغذية والعقاقير و التي تسمى (Food and Drug Administration) ويرمز لها (FDA).. وهذه المنظمة مسئوله عن دراسة أي مستحضر دوائي يستخدمه الإنسان قبل السماح بتداوله ...وهذا هو الفرق بين الكريمات التي توصف بمعرفة الأطباء المتخصصين و بين غيرهم مما ذكرنا ..

وهناك نوعان من كريمات التفتيح سريعة المفعول كمبيضات للبشرة و خطيرة المفعول السلبي على الجسم:

النوع الأول: مستورد من بعض دول جنوب شرق آسيا و غير مصرح به من منظمة الأغذية و العقاقير (FDA).. وخطورة هذه المستحضرات أنها غنية بمركبات الزئبق و الرصاص و التي تمتص سريعا عن طريق شبكة الأوعية الدموية الموجودة بالجلد لتفرز و تترسب في الكليتين وقد تسبب الفشل الكلوي على الرغم من سرعة مفعولها كمبيضات للبشرة ....

و النوع الثاني : يتم تركيب بواسطة الكوافيرات ومحلات التجميل من عدة كريمات و يضاف إليه كمية من نوع مركز من الكورتيزون اسمه ديرموفيت و يطلقون عليه الكريم السحر نظرا لسرعة مفعوله كمبيض لصبغة الجلد.



...ولكن هذا النوع من الكورتيزون إذا ما استعمل لفترات طويلة وعلى مساحات كبيرة من الجلد فقد يؤدي إلى الآثار الجانبية المعروفة للكورتيزون وكان من يستخدمه يتعاطى كورتيزون بالفم أو الحقن ... فقد يؤدي إلى مرض هشاشة العظام">هشاشة العظام و قد يؤدي إلى ضمور الجلد و تشققه (stretch marks) .. أو اتساع الشعيرات الدموية السطحية( Telangectasia) وهو أشبه بالدوالي الدقيقة .. وغيرها من الآثار الجانبية للكورتيزون التي يصعب على الطبيب بعد ذلك علاجها ... وكثيرا ما نشاهد ضحايا هذه العلاجات الغير صحية و الغير مسموح بها عالميا في عيادات أطباء الجلدية.وذلك لان المريضة التي تعاني من الكلف أو من اسمرار منطقة معينة في جسمها تلجا لاستشارة غير المتخصصين.. منبهرة بالنتائج السريعة لهذه المركبات و الدهانات دون أن تدري ما تفعله بجسمها من أضرار.. حتى نصل إلى مرحلة لا ينفع فيها الندم ولا العلاج....

أما الطبيب المتخصص في الأمراض الجلدية فانه لا يصف أي دواء أو كريم إلا وقد تأكد تماما بان كل مركب من مركبات هذه الكريمات مسموح باستخدامها عالميا من قبل منظمة (FDA).... وتتنوع الكريمات المستخدمة من مركبات أحماض الفواكه (AHA) ... أو حمض الكوجك (Kojic Acid) ... أو الهيدروكينون (Hydroquinone) بتركيزاته المختلفة و أحيانا يضاف فيتامينC (Ascorbic Acid) وغير ذلك الكثير من المركبات التي لها تأثير ايجابي على تبييض الجلد دون أثار سلبية خطيرة على صحة المريضة .... ولكن لا ننكر انه قد تكون هناك بعض الآثار السلبية الوقتية لبعض الكريمات التي توصف بواسطة الأطباء .... وهذه الآثار لا تعدو أن تكون موضعيه التأثير ووقتيه ولا تحدث إلا إذا لم تستمع المريضة لتعليمات الطبيب بدقه... وعلى سبيل المثال الكريمات المحتوية على أحماض الفواكه (AHA) أو مشتقات فيتامين (A) مثل كريم (Retin A) لا يجب أن نستخدم في النهار أبدا لان تعرض المريضة التي تستخدمها لأشعة الشمس قد يؤدي إلى التحسسات الموضعية .... وقد ينطبق هذا على معظم المركبات ولكن بدرجات متفاوتة من الحذر لذلك دائما يصف الطبيب واقيات الشمس للمريضة التي تستخدم كريمات التبييض وتتعرض للشمس ويجب على المريضة تنفذ تعليمات الطبيب بدقه.

والشئ بالشئ يذكر .. فان هناك بعض المراكز وللآسف تعلن عن وجود ابر في الوريد تحتوي على فيتامين (C) (Ascorbic Acid) تؤدي إلى تفتيح كامل للون الجلد .... والشئ الذي يجب أن نؤكده هنا انه علميا و عمليا لا يوجد في أي مكان في العالم مثل هذه الإبر .. و يجب أن نذكر نقطتين هامتين:

أولا : فيتامين (C) إذا كان يعطي في الوريد لتفتيح البشرة لأصبح كل من يصاب بالأنفلونزا أو نزلات البرد في العالم و يأخذ حقن فيتامين (C) بالوريد (وخصوصا في بلاد الشرق الأوسط ) والتي تكثر فيها هذه الإبر لأصبح هؤلاء المرضى يتمتعون بالشفاء من الأنفلونزا و يتمتعون بالبشرة البيضاء أيضا !!!!!!

ثانيا : إذا كانت هذه الحقن أو غيرها تؤخذ في الوريد و تقوم بتبييض الجسم بالكامل و ذلك بتأثيرها على الخلايا الصبغي الموجودة بالجلد كما يقولون..... فان هذا التأثير السحري لمثل هذه الحقن سوف يؤثر بالطبع على الخلايا الصبغية ببصيلات الشعر ومقلة العين ولأصبح الشعر أشيب والعين بلا لون ... وهذا اكبر دليل على كذب من يدعي وجود مثل هذه الحقن في أي مكان في العالم.