--------------------------------------------------------------------------------
نصائح هامة .. لمعالجة غازات البطن
تشوسر، وميل بروكس، وحتى انغمار بيرغمانف في المشهد الافتتاحي من مسرحيته «فاني والكسندر» استخدموا تعبير «التطبّل» (الانتفاخ)، وهو امتلاء البطن بالغازات، لاستدرار بعض الضحكات من القراء والمشاهدين. لكن وجود هذه الغازات بكثرة والذي ينطوي على شعور مؤلم بانتفاخ البطن، ليس امرا مضحكا بتاتا بالنسبة الى الاشخاص الذين يعانون منه والاشخاص المحيطين به.
في عام 2007 قامت «أميركان كوليدج اوف غاستريونتيرولوجي» (الجمعية الاميركية لأطباء الجهاز الهضمي) بوضع لائحة للمساعدة، مؤلفة من عشر نصائح للتعامل مع الغازات المعوية، كما قمنا من جهتنا بأبحاثنا الخاصة، وأضفنا الى اللائحة بعض الاضافات لتنتهي باكثر من عشر.
أنواع الطعام والشراب وطريقة تناولهما تتسببان في حدوثها
1- انها (الغازات) امر طبيعي، لا بل ربما اشارة جيدة، فأغلبية البالغين يقومون باطلاق مثل هذه الغازات المعوية 10 الى 20 مرة في اليوم الواحد. ان بعض المأكولات الصحية مثل الفاصولياء والفول والبروكلي وبعض الحبوب الكاملة تميل الى التسبب في الغازات. ان القليل من الانتفاخ الزائد عن الحد، قد يكون اشارة جيدة بأنك تأكل جيدا بالطريقة الصحيحة.
الأكل والتدخين 2-
تمهل في اكلك، لأنك تتناول طعامك بسرعة، وعليك ان تطيل فترة الوجبة، لانه لدى تناولك الطعام، او الشراب، فان القليل من الهواء يدخل الى جوفك. وبعض هذا الهواء يرتد بسرعة على شاكلة تجشؤ، لكن بعضه قد يدخل الى معدتك ويجد طريقه في النهاية عبر المجرى الهضمي برمته. من هنا فإن اغلبية النصائح والارشادات لتخفيف التطبل ترمي الى التخفيف من كمية الهواء الداخل بشكل عرضي. لذا تناول طعامك وشرابك ببطء، وامضغ الطعام جيدا.
3- يدخل الهواء ايضا الى جوف الانسان اذا كان مندمجا مع الشراب والطعام. وتعتبر المشروبات الغازية والمرطبات الاخرى وراء مثل هذه المزعجات. لكن اطباء الجهاز الهضمي ينصحون ايضا في ما يتعلق بالحليب المخفوق المملوء بالهواء والكعك الاسفنجي وبعض الحلويات الاخرى.
4- التدخين: وما هي العلل التي لا يسببها! ويبدو ان بعض الهواء يجري ابتلاعه لدى قيام الفرد بالتدخين. وكانت حملات مقاومة التدخين قد حاولت اخافة الناس بالعديد من التنبيهات والتحذيرات في ما يتعلق بالامراض القلبية والرئوية. وربما من الافضل اضافة الانتفاخ، الى لائحة العواقب هذه ايضا.
5- تجنب الكبريت: والتطبل يحتوي على مزيج من الغازات، لكن الرائحة الكريهة مصدرها الغازات التي تحتوي على الكبريت، ولا سيما كبريتيد الهيدروجين و الميثيلميركاباتان Methylmercaptan. وادخال القليل من الكبريت الى الجهاز الهضمي من شأنه تقليل كمية الغازات التي تخرج من الجسم. اما الاطعمة التي تحتوي على محتويات ملحوظة من الكبريت، فهي البيض واللحوم والقنبيط.
البقوليات والسكريات6- وقد تسبب الفاصولياء والفول وبعض الفواكه مشكلات. وهناك ثلاثي من السكريات الكبيرة وهي «رافينوز» Raffinose و«ستاشيوز» Stachyose و«فيرباكوز» Verbascose التي تستطيع الوصول الى الامعاء الغليظة من دون ان تمس تقريبا، نظرا الى عدم وجود الانزيمات التي تقوم بهضمها. لكن مثل عملية الانقاذ هذه المؤقتة لن تدوم طويلا، لكون البكتيريا المستوطنة في الامعاء الغليظة تعيش على مثل هذه السكريات منتجة الغازات كمنتج ثانوي.
والبقوليات والفاصولياء والفول والعدس وبعض الخضراوات الاخرى تسبب التطبل، لانها تحتوي على مثل هذه السكريات. والفاصولياء والفول لا يسببان الكثير من الغازات اذا ما غليتهما فترة قصيرة وتركتهما في الماء لمدة ساعة، ومن ثم طهوتهما مجددا في وعاء من الماء العذب. كما ان طهوهما فترة طويلة قد يقوم بالمهمة هذه ذاتها ايضا.
7- لكن «بينو» Beano قد يساعد قليلا. فهو اسم ماركة لقرص لا يخضع للوصفة الطبية والذي يحتوي على «ألفا-غلاكتوسايديز» Alpha-Galactosidase، وهو انزيم من شأنه تحطيم السكريات التي لا يمكن هضمها قبل وصولها الى الامعاء الغليظة. وكانت دراسة ايطالية نشرت في عام 2006 قد وجدت ان جرعة عالية من الـ «بينو» (مساوية الى ثمانية اقراص) من شأنها تخفيض الانتفاخ، لكن جرعة اكثر اعتيادية مقدارها (قرصان من بينو) لم تصل الى درجة الاهمية الاحصائية. ومع ذلك فانه من الجدير تجربة «بينو».
8- الاطعمة المحلاة بقطر او شراب الفروكتوز العالي المركز المستخلص من الذرة، قد تسبب التطبل وانتفاخ المعدة لدى بعض الاشخاص نظرا الى ان امعاءهم الدقيقة لا يمكنها امتصاص كميات من الفروكتوز. كما ان السوربيتول Sorbitol والكحوليات السكرية الاخرى مثل «مالتيتول» Maltitol و«زيليتول» Xylitol قد تنتج الغازات ايضا.
علاجات متنوعة
9-
علاجات مع علامات استفهام. من المفترض ان تقوم اقراص الفحم النباتي بامتصاص الغازات الكبريتية الكريهة الرائحة في القولون قبل طرحها الى الخارج. لكن نتائج الدراسات حول هذا الامر لم تكن متناسقة، اذ يعمل «سميثيكون» Simethicone، احد المقومات النشيطة في المنتجات المقاومة للغازات، مثل «الغاز-إكس» Gas-X، عن طريق اذابة الفقاعات الغازية. وكان هذا العلاج الرئيسي للغازات لسنوات، لكن الخبراء يضعون علامات استفهام حول منافعه.
10- ألبسة داخلية تقضي على الروائح. انها عكس وسائد المقاعد المزودة برواشح من الفحم النباتي التي من المفترض ان تمتص غازات البطن. وكان الدكتور مايكل ليفيت الباحث من مينابوليس الذي اشتهر بأبحاثه الخاصة بالانتفاخ قد خرج بنتائج يقارن فيها الوسائد مع المنتجات الاخرى المصنوعة من مواد تقضي على الروائح.
وهناك لباس داخلي مصنوع من من الالياف الكاربونية المنشطة كان قد امتص تقريبا جميع الغازات المحتوية على الكبريت تقريبا. وهو عبارة عن رقع محاكة داخل اللباس الداخلي بنسبة 55 الى 77 في المائة. في حين ان نسبة الوسائد هي 20 في المائة فقط. واللباس الداخلي هذا هو غالي الثمن، اذ ان النوع الذي استخدمه ليفيت في التجربة كلف نحو 65 دولارا.
11- تعديل النظام الذاتي: تعمل البكتيريا في الامعاء كنوع من النظام الذاتي، اذ ان القليل او الكثير من فصائل محددة من هذه البكتيريا يمكنها انتاج غازات بطن زائدة عن الحد. لكن تناول حيويات منتجة ومعدلة حسب الطلب التي تدعى «بروبايوتيكس» Probiotics التي تعيد تزويد جوف الانسان بالبكتيريا، قد يساعد.
وفي بعض الاحيان تكون المشكلة في وجود كميات كبيرة من البكتيريا. وقد يوصف احيانا تناول «ريفاكسامين» Rifaximin (كسيفاكسان Xifaxan) وهو من المضادات الحيوية، الذي يوصف عادة للمسافرين لعلاج الاسهال الذي يصيبهم اثناء السفر، ومشاكل البطن، لعلاج هذه الحالة ايضا رغم انه غير موجه اصلا لهذا الغرض.
12- الابتعاد عن المشكلة: فقد اظهرت دراسة اسبانية نشرت العام الماضي ان الاشخاص الذين خضعوا للدراسة احتفظوا بكميات اقل من الغازات في بطونهم عندما مارسوا التمارين الرياضية الخفيفة. ولكن ان كنت في منطقة مكشوفة في العراء، فقد لا يلاحظ احد تخلصك من الغازات، لتشعر بعدها بالراحة.