abeer
عدد المساهمات : 1364 تاريخ التسجيل : 31/08/2010 العمر : 47
| موضوع: الآثار الناجمة عن استخدام العنف في التحصيل المدرسي؟! الخميس نوفمبر 11, 2010 4:04 pm | |
| ماهي الآثار الناجمة عن استخدام العنف في التحصيل المدرسي؟! لايمكن للعنف أن يؤدي إلى نمو طاقة التفكير والإبداع عند الطفل, والعنف لا يؤدي في افضل نتاجه إلا إلى عملية استظهار بعض النصوص والأفكار، إن القدرة على التفكير لا تنمو إلا في مناخ الحرية , الحرية والتفكير أمران لا ينفصلان. وإذا كانت العقوبة تساعد في زيادة التحصيل فان الأمر لا يتعدى كونه أمرا وقتيا عابرا وسوف يكون على حساب التكامل الشخصي، والدراسات التربوية الحديثة تؤكد بان الأطفال الذين يحققون نجاحا وتفوقا في دراستهم هم الأطفال الذين ينتمون إلى اسر تسودها المحبة والأجواء الديمقراطية. والعملية التربوية ليست تلقين المعلومات والمناهج بل إنها عملية متكاملة تسعى إلى تحقيق النمو الازدهار والتكامل. بعض النقاط الأساسية لمعالجة هذه الظاهرة: 1-تنمية وتطوير الوعي التربوي على مستوى الأسرة والمدرسة, ويتم ذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة, ومن خلال إخضاع المعلمين والآباء لدورات اطلاعية وعلمية حول افضل السبل في تربية الأطفال ومعاملتهم. 2-تحقيق الاتصال الدائم بين المدرسة والأسرة واقامة ندوات تربوية خاصة بتنشئة الأطفال. 3-تعزيز وتدعيم تجربة الإرشاد الاجتماعية والتربوي في المدارس وإتاحة الفرصة أمام المرشدين من اجل رعاية الأطفال وحمايتهم وحل مشكلاتهم ومساعدتهم في تجاوز الصعوبات التي تعترضهم. 4-ربط المدارس بمركز الرعاية الاجتماعية والنفسية الذي يحتوي على عدد من الأخصائيين في مجال علم النفس والصحة النفسية والخدمة الاجتماعية, حيث تتم مساعدة الأطفال الذين يعانون من صعوبات كبيرة في تكيفهم المدرسي, وحل المشكلات السلوكية والنفسية التي يعجز المرشد عن إيجاد حلول لها, أي أن يكون مرجعية تربوية نفسية واجتماعية لكل محافظة أو مدينة على الأقل . 5-التعاون بين المدارس وجمعية حماية الطفل في رصد مشكلة العنف على الأطفال ومعالجتها .
ظاهرة سلبية ينبغي البحث عن أسبابها
الضرب .. أما الآن فصرنا نشكو من العنف المضاد، أي من عنف الطلاب تجاه مدرسيهم، العنف الذي يصل في حالات غير نادرة إلى الحد نفسه. وتبرز اليوم ظاهرة إعراض أو "تهرب" بعض المدرسين من مهنة التدريس في المدارس الاعدادية والثانوية والانصراف إلى أعمال إدارية أو مكتبية أخرى، وذلك رعباً من " عقاب" طلاب هذه المدارس لهم، سواء داخل قاعات وساحات المدرسة أو خارجها، أي في الشارع أو الحي والحارة أو في مكان آخر!!
ولدى سؤالهم عن السبب أو جملة الأسباب التي تدفعهم نحو العنف والشغب داخل قاعات مدارسهم وفي باحاتها جاءت إجاباتهم على النحو التالي:
1ـ أجاب 55% من الطلبة المختارين للعينة أن المدرس نفسه هو مصدر العنف لديهم. فالقصور العلمي الذي يظهر به المدرس في بعض الحالات يشكل دافعا لديهم نحو الشغب والفوضى لملء وقت الدرس الذي يبدو لهم مملا إلى درجة يفضلون عندها ممارسة الشغب على الاستماع أو الإصغاء للمدرس في قاعة الدرس. هذا من جهة، وأما من جهة أخرى، فإن العلاقة ( غير الأبوية) أو لنقل القاسية التي يرتبط بها المدرس مع طلابه هي بدورها ـ وكما أكد ذلك طلبة العينة ـ تشكل دافعا آخر يدفع بهم إلى الارتباط بالمدرس بالعلاقة نفسها.
2ـ وبين 25% من الطلاب أنهم لا يرغبون في متابعة الدراسة وأنهم تواقون لترك المدرسة في أقرب وقت ممكن. وأكدوا أن الشغب الذي يقومون به في المدرسة ويمارسونه تجاه مدرسيهم هو ردة فعل عفوية على العنف الذي يمارسه الآباء معهم في سعي هؤلاء ـ أي الآباء ـ إلى إكراه أبنائهم رغما عنهم على الذهاب إلى المدرسة ومتابعة الدراسة. 3ـ هذا في حين أكد 10% من الطلاب أن حالة الشغب التي يظهرون بها داخل المدرسة وخارجها هي نتيجة مباشرة لعدم تفرغهم للدرس أو المدرسة. فهم يقومون بأعمال أخرى إلى جانب آبائهم أو في أماكن عمل أخرى، وذلك تحت ضغط الظروف المعيشية المادية التي تعاني منها أسرهم. وأما الاستطلاعات الميدانية التي قمنا بها في أوقات متعددة سابقة للغرض نفسه، والدراسات الأخرى التي أجريت في هذا المجال، فقد أضافت إلى الأسباب المذكورة الأسباب التالية:
1ـ المراهقة التي لم تسع الأسرة، بالدرجة الأولى إلى تهذيبها أو تثقيفها حيث يتغلب الجانب الواعي الإنساني لدى المراهق على جانبه الغريزي الحيواني، ففي حالات اجتماعية معينة يحاول الشاب المراهق فيها ان يظهر علامات شبابه أو رجولته ويعبر عنها بالتمرد على الآخرين والخروج عن تعليماتهم وإرشاداتهم وفي مقدمة هؤلاء أساتذته في المدرسة.
2ـ الأسرة هي المؤسسة الاجتماعية الأولى التي تضع حجر الأساس الذي سيبني عليه الإنسان فيما بعد سلوكه الاجتماعي داخل الأسرة وخارجها. وبالنتيجة فإن الأسر التي يسودها سلوك العنف والشغب والفوضى والعادات السيئة الأخرى، سواء فيما بين الأبوين أو بينهما وبين أبنائهما، هي من المصادر، وبالتالي الأسباب الرئيسية لظاهرة سلوك بعض طلبة المدارس على هذا النحو الاجتماعي السلبي والخطير.
3ـ سلوك العنف والإكراه سواء داخل المجتمع الواحد أو فيما بين المجتمعات هو وكما بينت تلك الاستطلاعات، من الدوافع الكبرى التي تدفع الطلبة إلى سلوك المسلك نفسه ولا يكاد المراهق الذي يميل إلى تقليد أو محاكاة هذا السلوك أن يكتشف حقيقة سلوكه السيئ والخاطئ حتى يكون قد بات عادة يصعب عليه التخلص أو التملص منها فيما بعد.
4ـ الأفلام البوليسية ورياضات العنف وإثارة القوة، تلك التي تعنى بها دور السينما وشاشات التلفزيون في بلدان عديدة وتبث عبر الفضاء إلى أرجاء العالم كلها، هي من الأسباب المهمة لظاهرة العنف، ليس في مدارسنا فحسب وإنما في مدارس العديد من البلدان الأخرى، بما فيها بعض البلدان المتقدمة علميا وصناعيا.
5ـ مظاهر العنف التي يتميز بها سلوك بعض الطلبة في مدارسنا هي إحدى التعبيرات الحقيقة عن فائض النشاط وتسارع نمو القوة الفيزيولوجيه أو البيولوجيه لدى الطالب المراهق، فإن عدم تفريغ هذا الفائض وترويض هذا النمو هو سبب آخر لا يقل أهمية عن سابقيه من أسباب ظاهرة الشغب لدى هؤلاء الطلاب. وبالفعل لقد بينت إحدى الدراسات التي أجريت في هذا المجال أن قله النوادي والمراكز الشبابية هي من الأمور المسئولة إلى حد كبير عن مظاهر عرض القوة والفوضى التي يتظاهر بها الطالب المراهق أمام أستاذه في المدرسة وأمام الآخرين في أماكن أخرى.
وعلى هذا النحو يبدو لنا بوضوح أن أسباب هذه الظاهرة الخطيرة ومسؤولية تدبر الحلول الناجعة لها لا تعني جهة واحدة فقط، كأن تكون وزارة التربية مثلا، وإنما تعني جهات عديدة، رسمية منها وأهلية في الوقت نفسه. وأيضا للأسرة دور مهم جداً في تأديب وإصلاح المراهقين من الجنسين.
| |
|